إلي آخر شهداء الانتفاضة
مت صامدا..
واترك عيون القدس تبكي
فوق قبرك ألف عام..
قد يسقط الزمن الرديء
ويطلع الفرسان من هذا الحطام
قد ينتهي صخب المزاد..
وتكشف الأيام أقنعة السلام
إن نامت الدنيا..
وضاع الحق في هذا الركام
فلديك شعب لن يضل.. ولن ينام..
.......................
مت صامدا
واترك نداء الصبح يسري هادرا
وسط الجماجم والعظام
اترك لهم عبث الموائد
والجرائد والمشاهد والكلام
أترك لهم شبق الفساد
ونشوة الكهان بالمال الحرام
وأطلق خيولك من قيود الأسر
من صمت المآذن
والكنائس والخيام
إن الشعوب وإن تمادي الظلم
سوف تدق أعناق
السماسرة العظام
إن الشعوب وإن توارت
في زمان القهر
سوف تطل من عليائها
ويعود في يدها الزمام..
فارفع جبينك نحو ضوء الشمس
إن الصبح آت
لن يطول بنا الظلام.
.......................
مت صامدا
مت فوق هذي الأرض لا ترحل
وإن صلبوك فيها كالمسيح
فغدا سينبت ألف صبح
في ثري الوطن الذبيح
وغدا يطل الفجر نورا
من مآذننا يصيح
وغدا يكون الثأر
من كهان هذا العصر
والزمن القبيح
فأنثر رفاتك فوق هذي الأرض
تنفض حزنها
ويطل من أشلائها الحلم الجريح
وأطلق نشيدك في الدروب لعله
يوما يعيد النبض
للجسد الكسيح..
.......................
مت صامدا
ماذا تريد الآن من هذي الحياه
مجد وسلطان وتيجان وجاه
ماذا تقول
وأنت تكبر كلما لاحت
أمام القدس أطواق النجاه
ماذا تقول
وأنت ترفع أمة سقطت
وضاعت تحت أقدام الطغاه
ماذا تقول
وأنت تبقي في ضمير الناس حيا
كلما نادي المؤذن للصلاه
ماذا تقول
وأنت أقوي من زمانك
أنت أكبر من جراحك
أنت معجزة الإله..
أي الوجوه سيذكر التاريخ..
جلاد حقير
أم شهيد عطر الدنيا ثراه..؟
فرق كبير
بين من سلب الحياة من الشعوب
ومن أعاد لها الحياه..
.......................
مت صامدا
والعن زمان العجز والمجد المدنس
تحت أقدام الغزاة
فلكل طاغية مدي..
ولكل ظلم منتهاه.
.......................
مت صامدا
حتي ولو هدموا بيوت الله
واغتصبوا المآذن
حتي ولو حرقوا الأجنة
في البطون
وعربدوا وسط المدائن
حتي ولو صلبوك حيا.. لا تهادن
لن يستوي البطل الشهيد
أمام مأجور وخائن؟
كن قبلة فوق الخليل
وكن صلاة في المساجد
زيتونة خضراء تؤنس
وحشة الأطفال
حين يقودهم للموت حاقد
كن نخلة
يساقط الأمل الوليد علي رباها
كلما صاحت علي القبر الشواهد..
.......................
مت صامدا
لا شيء يغني الناس عن أوطانهم
حتي ولو ملكوا قصور الأرض
جاها.. أو سكن
كل الذي نبغيه من أوطاننا
أن نستريح علي ثراها
حين يؤوينا الكفن..
بعض الخيول يموت حزنا
إن تغرب لحظة
يغدو سجين المحبسين
فلا أمان.. ولا وطن
أنت الشهيد فدا لأرضك لا تمت
من غير ثأر.. أو قصاص.. أو ثمن
اغمض عيونك فوق عين القدس
واصرخ دائما
إن كل فيها العزم يوما أو وهن
لا تأتمن
من خادعوك وشردوك وضللوك
وضيعوا الأوطان في سوق المحن..
كن صيحة للحق
في الزمن الملوث بالدمامة والعفن
لا تخش كهان الزمان الوغد
إن عروشهم صارت قبورا
فأترك التاريخ يحكم والزمن
.......................
مت صامدا
وابصق علي شارون
والعن كل عهد خان
ابصق علي هذا الجبان
ابصق علي الخنزير والعن
كل أزمنة التنطع والهوان
أتري يفيد الحزن
في وطن تخاذل واستكان؟
وطن يسلم سيفه للعاجزين
ويسجن الفرسان؟
العن بلادا تستبيح خيولها
وتقدم القربان للشيطان
.......................
مت صامدا
واترك زمان العجز للكهان
فلكل شيء في الوجود نهاية
والويل.. كل الويل للطغيان.
فاروق جويدة 2003
Tags:
قصائد