هـوامــش حـرة
عودة الوعي
بقلم: فاروق جويدة
22/02/2012
سبحان الباقي بعد فناء خلقه.. لم يكن أحد يستطيع أن يذكر اسم جماعة الاخوان المسلمين دون أن يلحق بها المحظورة ولا يستطيع أحد الآن أن يذكر اسم الحزب الوطني دون أن يقول المنحل.. وما بين المحظورة والمنحل يمكن أن تختصر تاريخ85 مليون مصري كان قدرهم أن يعيشوا فترة ضبابية لا منطق فيها ولا ملامح.. لو أننا حاولنا أن نرصد أحداث 30 عاما من عمرنا فلن تجد شيئا غير فراغ سحيق في البشر والأحداث والأيام..
حاول أن تراجع الصفحات الأولي في الصحف اليومية وتتوقف عند الصور فقط ولن تجد غير صورة واحدة وتعليق لم يتغير حتي المانشيتات كانت جميعها أحداثا مكررة عن قضية السلام في الشرق الأوسط وخريطة الطريق وزيارات بيريز أو شارون أو نيتانياهو لشرم الشيخ أو خلافات حماس وفتح أو بيع القطاع العام أو افتتاح دورة برلمانية جديدة بنفس الوجوه والأشخاص.. صور واحدة سرقت من عمر المصريين ثلاثين عاما لم يتغير فيها وجه واحد.. من كان عمره في الثمانينيات ثلاثين عاما دخل الآن دائرة المعاش ومن كان عمره خمسين عاما أصبح الآن في رحاب خالقه.. لنا أن نتصور أن كل شباب مصر من أصحاب الثلاثين عاما لم يشاهدوا غير صورة واحدة ولم يعرفوا إلا شخصا واحدا ولم يسمعوا نشرة أخبار إلا لشخص واحد.. فهل سيجيء زمان نري فيه أكثر من وجه ونعرف الحقيقة من أكثر من مصدر.. ولا نري مرة أخري مواكب تتصارع علي جثث بعضها البعض.. نريد أن ننسي فترة من الزمن تعرض فيها العقل المصري لعملية تشويه غريبة فقد فيها أهم واخطر مقوماته.. وهو الوعي..
كان النظام السابق يعاني حالة ارتكاريا من ذكر أسم المحظورة والآن هناك حالة مشابهة تنتشر بين أوساط المثقفين ضد كل من ينتمي للاخوان المسلمين والأغرب أن هناك أقلاما ووجوها كثيرة من العهد البائد تحمل المباخر وتستعد لاستقبال القادم الجديد والذي كان يسمي يوما الجماعة المحظورة..
عودة الوعي
بقلم: فاروق جويدة
22/02/2012
سبحان الباقي بعد فناء خلقه.. لم يكن أحد يستطيع أن يذكر اسم جماعة الاخوان المسلمين دون أن يلحق بها المحظورة ولا يستطيع أحد الآن أن يذكر اسم الحزب الوطني دون أن يقول المنحل.. وما بين المحظورة والمنحل يمكن أن تختصر تاريخ85 مليون مصري كان قدرهم أن يعيشوا فترة ضبابية لا منطق فيها ولا ملامح.. لو أننا حاولنا أن نرصد أحداث 30 عاما من عمرنا فلن تجد شيئا غير فراغ سحيق في البشر والأحداث والأيام..
حاول أن تراجع الصفحات الأولي في الصحف اليومية وتتوقف عند الصور فقط ولن تجد غير صورة واحدة وتعليق لم يتغير حتي المانشيتات كانت جميعها أحداثا مكررة عن قضية السلام في الشرق الأوسط وخريطة الطريق وزيارات بيريز أو شارون أو نيتانياهو لشرم الشيخ أو خلافات حماس وفتح أو بيع القطاع العام أو افتتاح دورة برلمانية جديدة بنفس الوجوه والأشخاص.. صور واحدة سرقت من عمر المصريين ثلاثين عاما لم يتغير فيها وجه واحد.. من كان عمره في الثمانينيات ثلاثين عاما دخل الآن دائرة المعاش ومن كان عمره خمسين عاما أصبح الآن في رحاب خالقه.. لنا أن نتصور أن كل شباب مصر من أصحاب الثلاثين عاما لم يشاهدوا غير صورة واحدة ولم يعرفوا إلا شخصا واحدا ولم يسمعوا نشرة أخبار إلا لشخص واحد.. فهل سيجيء زمان نري فيه أكثر من وجه ونعرف الحقيقة من أكثر من مصدر.. ولا نري مرة أخري مواكب تتصارع علي جثث بعضها البعض.. نريد أن ننسي فترة من الزمن تعرض فيها العقل المصري لعملية تشويه غريبة فقد فيها أهم واخطر مقوماته.. وهو الوعي..
كان النظام السابق يعاني حالة ارتكاريا من ذكر أسم المحظورة والآن هناك حالة مشابهة تنتشر بين أوساط المثقفين ضد كل من ينتمي للاخوان المسلمين والأغرب أن هناك أقلاما ووجوها كثيرة من العهد البائد تحمل المباخر وتستعد لاستقبال القادم الجديد والذي كان يسمي يوما الجماعة المحظورة..