هـوامــش حـرة
بين الحب والصداقة
بقلم: فاروق جويدة
01/03/2012
قالت: ما هو الفرق بين الحب.. والاعتياد.. والصداقة.. قلت: هذه الثلاثية تختلف في ميلادها وظروف نشأتها وأيضا تختلف في نهايتها.. الحب مسألة قدرية لا نعرف ميعاد ظهورها وكما تجيء أحيانا وبنفس الطريقة ترحل..
أنه إحساس يزورنا علي غير موعد ونلقاه بغير اتفاق أن يجد الإنسان نفسه غارقا في إحساس يجتاح كيانه ولا يجد له سببا أو تفسيرا, إنه ظاهرة كونية مثل البراكين والزلازل.. إنه طاقة كهربائية تجتاح الروح والجسد وتسكن في أبعد نقطة فيهما.. وكما يجيء الحب ويسكننا فإنه يرحل دون استئذان حين يشعر أنه أصبح ضيفا غريبا غير مرغوب فيه, إن كبرياء الحب يسبق دائما ثورته.. أما الاعتياد فهو شعور تفرضه الأماكن والظروف وهو أبن شرعي للحاجة أن تشعر باحتياج لشخص يملأ فراغا في حياتك يشاركك محنة أو تجده كلما حلت بك ساعة ضيق وهذا الإحساس يزداد في حياة المرأة أكثر من الرجل وقد يترك الاعتياد أحساسا يشبه الحب.. أو يقترب منه أحيانا ولكنه لا يصبح حبا كبيرا.. الحب يجيء مثل العاصفة أما الاعتياد فهو نسمه تتسلل إلي أعماقنا ونرتاح معها وأحيانا يصعب علينا أن نفارقها.. أما الصداقة فهي شركة مساهمة لا تصل إلي حد الملكية ولكنها تفرض حقوقا وتلقي مسئوليات.. وهي أطول عمرا من الحب إذا صدقت.. وأفضل ما فيها المشاركة والتسامح.. في الحب قليلا ما نتسامح لأن الحب أناني بطبعه أنه نوع من الملكية الخالصة ولا يعترف بالمشاركة.. وفي الاعتياد يجعلنا الاحتياج للآخر أكثر صبرا.. ولكن الحب عاصفة مجنونة قد لا تعرف التسامح ولا تعترف بالصبر.. إنه كائن طائش لا يحسب الأشياء.. إحساس متهور وأجمل ما فيه الجنون العاقل.. وحين يتزوج الإنسان من يحب يبقي العقل ويستكين الجنون ونظل عمرنا نطارد لحظة حب مجنونة ولكن العقل في النهاية ينتصر.. ولهذا يرحل الحب وتبقي الصداقة ويستريح العقل.. في ساحة اعتياد ممل..
بين الحب والصداقة
بقلم: فاروق جويدة
01/03/2012
قالت: ما هو الفرق بين الحب.. والاعتياد.. والصداقة.. قلت: هذه الثلاثية تختلف في ميلادها وظروف نشأتها وأيضا تختلف في نهايتها.. الحب مسألة قدرية لا نعرف ميعاد ظهورها وكما تجيء أحيانا وبنفس الطريقة ترحل..
أنه إحساس يزورنا علي غير موعد ونلقاه بغير اتفاق أن يجد الإنسان نفسه غارقا في إحساس يجتاح كيانه ولا يجد له سببا أو تفسيرا, إنه ظاهرة كونية مثل البراكين والزلازل.. إنه طاقة كهربائية تجتاح الروح والجسد وتسكن في أبعد نقطة فيهما.. وكما يجيء الحب ويسكننا فإنه يرحل دون استئذان حين يشعر أنه أصبح ضيفا غريبا غير مرغوب فيه, إن كبرياء الحب يسبق دائما ثورته.. أما الاعتياد فهو شعور تفرضه الأماكن والظروف وهو أبن شرعي للحاجة أن تشعر باحتياج لشخص يملأ فراغا في حياتك يشاركك محنة أو تجده كلما حلت بك ساعة ضيق وهذا الإحساس يزداد في حياة المرأة أكثر من الرجل وقد يترك الاعتياد أحساسا يشبه الحب.. أو يقترب منه أحيانا ولكنه لا يصبح حبا كبيرا.. الحب يجيء مثل العاصفة أما الاعتياد فهو نسمه تتسلل إلي أعماقنا ونرتاح معها وأحيانا يصعب علينا أن نفارقها.. أما الصداقة فهي شركة مساهمة لا تصل إلي حد الملكية ولكنها تفرض حقوقا وتلقي مسئوليات.. وهي أطول عمرا من الحب إذا صدقت.. وأفضل ما فيها المشاركة والتسامح.. في الحب قليلا ما نتسامح لأن الحب أناني بطبعه أنه نوع من الملكية الخالصة ولا يعترف بالمشاركة.. وفي الاعتياد يجعلنا الاحتياج للآخر أكثر صبرا.. ولكن الحب عاصفة مجنونة قد لا تعرف التسامح ولا تعترف بالصبر.. إنه كائن طائش لا يحسب الأشياء.. إحساس متهور وأجمل ما فيه الجنون العاقل.. وحين يتزوج الإنسان من يحب يبقي العقل ويستكين الجنون ونظل عمرنا نطارد لحظة حب مجنونة ولكن العقل في النهاية ينتصر.. ولهذا يرحل الحب وتبقي الصداقة ويستريح العقل.. في ساحة اعتياد ممل..