هـوامــش حـرة
من يحاسب الإعلام
بقلم: فاروق جويدة
30/01/2012
الاعلام المصري يحتاج إلي متابعة يومية حتي يعود إلي رشده وصوابه.. لا أطالب بعودة الرقابة ولكنني أطالب بعودة الوعي..
ماذا يعني أن تستضيف إحدي الفضائيات رجلا يتهم نجيب محفوظ بأن كتاباته تروج للانحلال والدعارة.. ماذا يعني أن أشاهد داعية يقول عن المسيحيين إنهم كفار.. وماذا يعني أن تنشر الصحف أن مرشحا في الانتخابات يقول إنه سيحارب العلمانية كما حاربنا التتار والصليبين.. هذه الآراء والشعارات التي تفتقد الحكمة والوعي لا ينبغي أن يسمعها أحد.. أن الإعلام المصري الآن يقدم علي شاشاته آلاف النكرات ممن يفتون في كل شيء ويتحدثون عن أي شيء.. وربما كان أخطر ما في هذه الأحاديث أننا أمام شخصيات تبحث عن الشهرة والإثارة دون أن يكون لديها رصيد ثقافي أو فكري يؤهلها لذلك.. أن الفضائيات بأعدادها الرهيبة وأمام ساعات الإرسال التي تمتد ليلا ونهارا تجد نفسها مضطرة إلي تغطية الإرسال دون أن تراعي الضوابط المهنية والأخلاقية والدينية التي ينبغي أن تحرص عليها الرسالة الإعلامية.. لقد شاهدت أحد الدعاة علي إحدي الفضائيات وهو يقول: سوف ندعو للجهاد أمام كل من يخالف دين الله.. والسؤال هنا من الذي يحدد هذه المخالفات ومن الذي أعطي الداعية أيا كان تاريخه الحق في حساب الناس في الدنيا.. هل يطارد امرأة لا ترتدي الحجاب في الشارع أو يتجسس علي الناس في بيوتهم ليعلم من في البيت لا يصلي ومن لا يصوم ومن لم يدفع الزكاة.. وهل من الدين أن نخيف الناس ونطاردهم علي الشاشات والصحف وما نقرأه في النت من الشتائم والتجاوزات, خاصة أن من يديرون الحوارات تنقصهم الخبرة والثقافة والوعي هناك مذيعون ومذيعات لا يصلحون إطلاقا لهذه المهنة لأن ما يحدث في الإعلام المصري الآن ليس منافسة مهنية وليس محاولة للسبق الإعلامي ولكنه جرائم ضد الأمن وضد الاستقرار, وضد النسيج الاجتماعي الذي يتمزق كل يوم علي الشاشات ويحملنا جميعا إلي كارثة, مطلوب ترشيد الإعلام المصري.
من يحاسب الإعلام
بقلم: فاروق جويدة
30/01/2012
الاعلام المصري يحتاج إلي متابعة يومية حتي يعود إلي رشده وصوابه.. لا أطالب بعودة الرقابة ولكنني أطالب بعودة الوعي..
ماذا يعني أن تستضيف إحدي الفضائيات رجلا يتهم نجيب محفوظ بأن كتاباته تروج للانحلال والدعارة.. ماذا يعني أن أشاهد داعية يقول عن المسيحيين إنهم كفار.. وماذا يعني أن تنشر الصحف أن مرشحا في الانتخابات يقول إنه سيحارب العلمانية كما حاربنا التتار والصليبين.. هذه الآراء والشعارات التي تفتقد الحكمة والوعي لا ينبغي أن يسمعها أحد.. أن الإعلام المصري الآن يقدم علي شاشاته آلاف النكرات ممن يفتون في كل شيء ويتحدثون عن أي شيء.. وربما كان أخطر ما في هذه الأحاديث أننا أمام شخصيات تبحث عن الشهرة والإثارة دون أن يكون لديها رصيد ثقافي أو فكري يؤهلها لذلك.. أن الفضائيات بأعدادها الرهيبة وأمام ساعات الإرسال التي تمتد ليلا ونهارا تجد نفسها مضطرة إلي تغطية الإرسال دون أن تراعي الضوابط المهنية والأخلاقية والدينية التي ينبغي أن تحرص عليها الرسالة الإعلامية.. لقد شاهدت أحد الدعاة علي إحدي الفضائيات وهو يقول: سوف ندعو للجهاد أمام كل من يخالف دين الله.. والسؤال هنا من الذي يحدد هذه المخالفات ومن الذي أعطي الداعية أيا كان تاريخه الحق في حساب الناس في الدنيا.. هل يطارد امرأة لا ترتدي الحجاب في الشارع أو يتجسس علي الناس في بيوتهم ليعلم من في البيت لا يصلي ومن لا يصوم ومن لم يدفع الزكاة.. وهل من الدين أن نخيف الناس ونطاردهم علي الشاشات والصحف وما نقرأه في النت من الشتائم والتجاوزات, خاصة أن من يديرون الحوارات تنقصهم الخبرة والثقافة والوعي هناك مذيعون ومذيعات لا يصلحون إطلاقا لهذه المهنة لأن ما يحدث في الإعلام المصري الآن ليس منافسة مهنية وليس محاولة للسبق الإعلامي ولكنه جرائم ضد الأمن وضد الاستقرار, وضد النسيج الاجتماعي الذي يتمزق كل يوم علي الشاشات ويحملنا جميعا إلي كارثة, مطلوب ترشيد الإعلام المصري.