هـوامــش حـرة
غيبوبــــــــة
بقلم: فاروق جويدة
28/02/2012
ملايين المواطنين في مصر كانوا يعلمون ميعاد مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد.. المواطن الوحيد الذي اعترف أمام النيابة بأنه لم يكن يعرف هو مدير أمن بورسعيد السابق..
وأمام النيابة اشتبك مدير الأمن مع اثنين من المسئولين في مكتبة حول صحة ما يدعي وقررا أن كل المعلومات كانت متوافرة حول المباراة ورغم هذا أصر الرجل علي أنه لم يكن يعرف.. هل هناك كارثة أكبر من ذلك.. أن هذه الواقعة تعكس أسلوب الإدارة في الدولة المصرية في كل مواقعها تقريبا.. أن أسهل الأشياء أن تدعي أنك لا تعلم واقل الأشياء أن تقول أن هناك اللهو الخفي.. وطبقا لهذه القاعدة السلوكية التي تحتاج إلي دراسات نفسية يمكن أن تطبق ذلك علي كل شيء في مصر.. أن مؤسسة الرئاسة في أحداث ثورة25 يناير لم تكن تعلم أن هناك شعبا يعاني وشبابا ثائرا في ميدان التحرير فلم تصل معلومات تؤكد ذلك والمحيطون بصاحب القرار لم يعلموا شيئا ولهذا لم يخبروه.. هل يعقل ذلك والقنوات الفضائية العربية والمصرية والعالمية كانت تنقل ما يجري في ميدان التحرير دقيقة بدقيقة هل يعقل هذا ورؤساء دول العالم يتحدثون عن الثورة المصرية ويرسلون الوفود والرسائل.. وأمام عدم المعرفة بالثورة كانت حالة اللامبالاة والارتباك في القرار فجاءت الخطب متأخرة أياما عن الأحداث وجاءت ردود الأفعال وإدارة الأزمة خارج السياق حتي فلت الزمام.. يبدو أن مؤسسة الرئاسة لم تعلم شيئا عن ثورة يناير إلا بعد أن تدفق آلاف الشباب حول مقر الرئيس السابق.. ولو أنه تأخر في نومه قليلا ما رأي شيئا غير احتراق المقر.. هذه هي طريقة إدارة شئون أقدم دولة في التاريخ مدير أمن سابق لا يعرف ميعاد مباراة عصيبة ستقام علي أرضه ورئيس دولة سابق لا يعرف أن هناك شعبا ثائرا بالملايين في كل المدن والعواصم وهو لا يراه. حين تدار شئون دولة بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة والمسئولون فيها بهذه الغيبوبة فقل علي الأرض السلام..
غيبوبــــــــة
بقلم: فاروق جويدة
28/02/2012
ملايين المواطنين في مصر كانوا يعلمون ميعاد مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد.. المواطن الوحيد الذي اعترف أمام النيابة بأنه لم يكن يعرف هو مدير أمن بورسعيد السابق..
وأمام النيابة اشتبك مدير الأمن مع اثنين من المسئولين في مكتبة حول صحة ما يدعي وقررا أن كل المعلومات كانت متوافرة حول المباراة ورغم هذا أصر الرجل علي أنه لم يكن يعرف.. هل هناك كارثة أكبر من ذلك.. أن هذه الواقعة تعكس أسلوب الإدارة في الدولة المصرية في كل مواقعها تقريبا.. أن أسهل الأشياء أن تدعي أنك لا تعلم واقل الأشياء أن تقول أن هناك اللهو الخفي.. وطبقا لهذه القاعدة السلوكية التي تحتاج إلي دراسات نفسية يمكن أن تطبق ذلك علي كل شيء في مصر.. أن مؤسسة الرئاسة في أحداث ثورة25 يناير لم تكن تعلم أن هناك شعبا يعاني وشبابا ثائرا في ميدان التحرير فلم تصل معلومات تؤكد ذلك والمحيطون بصاحب القرار لم يعلموا شيئا ولهذا لم يخبروه.. هل يعقل ذلك والقنوات الفضائية العربية والمصرية والعالمية كانت تنقل ما يجري في ميدان التحرير دقيقة بدقيقة هل يعقل هذا ورؤساء دول العالم يتحدثون عن الثورة المصرية ويرسلون الوفود والرسائل.. وأمام عدم المعرفة بالثورة كانت حالة اللامبالاة والارتباك في القرار فجاءت الخطب متأخرة أياما عن الأحداث وجاءت ردود الأفعال وإدارة الأزمة خارج السياق حتي فلت الزمام.. يبدو أن مؤسسة الرئاسة لم تعلم شيئا عن ثورة يناير إلا بعد أن تدفق آلاف الشباب حول مقر الرئيس السابق.. ولو أنه تأخر في نومه قليلا ما رأي شيئا غير احتراق المقر.. هذه هي طريقة إدارة شئون أقدم دولة في التاريخ مدير أمن سابق لا يعرف ميعاد مباراة عصيبة ستقام علي أرضه ورئيس دولة سابق لا يعرف أن هناك شعبا ثائرا بالملايين في كل المدن والعواصم وهو لا يراه. حين تدار شئون دولة بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة والمسئولون فيها بهذه الغيبوبة فقل علي الأرض السلام..