هـوامــش حـرة
نحن وأمريكا
بقلم: فاروق جويدة
12/02/2012
كنا دائما نطالب الإدارة الأمريكية بأن تحترم إرادة الشعوب وخصوصيتها ولا تضع كل أوراقها في بقاء حاكم أو رحيله لأن الشعوب هي الأبقي.. وكانت الإدارة الأمريكية تحرص دائما علي أن تختار حكاما ينفذون أجندات معينة وتتخلي ببساطه عنهم إذا سقطوا..
حدث ذلك مع شاه إيران.. و صدام حسين وهو يحارب إيران وشاوشيسكو قبل إعدامه.. وعبد الله صالح في اليمن وبن علي في تونس والقذافي في ليبيا برغم كل ما قدمه من تنازلات.. وفي الأيام الأخيرة شهدت العلاقات المصرية الأمريكية أزمة كبيرة بسبب تمويل جمعيات المجتمع المدني.. الإدارة المصرية تري أن من حقها بل من واجبها أن ترصد كل ما يفسد أهداف النشاط المدني بحيث لا يتداخل مع أنشطة سياسية تهدد الأمن القومي المصري.. والإدارة الأمريكية تري أن ما يحدث حقوق ثابتة حصلت عليها منذ سنوات مضت في ظل نظام كان ينفذ كل مطالبها.. والخلاف هنا لا يتعلق فقط بنشاط جمعيات مدنية ولكنه يرتبط بجوهر العلاقات بين البلدين والأسس التي ستقوم عليها في المستقبل.. إن مصر الثورة تريد الخروج من براثن علاقة قديمة هي أقرب للتبعية بينما تري أمريكا أن ذلك يتعارض مع مصالحها وهنا تهدد أمريكا بالمعونات العسكرية والاقتصادية التي تقدمها لمصر.. وقد نسيت الإدارة الأمريكية أن هذه المعونات تمثل قدرا ضئيلا جدا من مكاسب كثيرة حققتها أمريكا طوال ثلاثين عاما من علاقاتها مع مصر.. لقد انسحبت مصر من أدوار كثيرة برغم تعارض ذلك مع مصالحها القومية وتركت الاخطبوط الأمريكي يعبث في المنطقة.. كما أن السلام بين مصر وإسرائيل كان نقطة البداية لحالة التمزق والتي استفادت منها أمريكا كثيرا ابتداء بمشاركة مصر في حرب الخليج وصمتها علي احتلال العراق وحصار غزه في العهد البائد.. أن الأزمة الحقيقية بين مصر وأمريكا تبدأ من طبيعة الفهم الخاطيء للعلاقات بين الدول.. لقد اعتادت أن تقيم حساباتها علي الأشخاص وهم زائلون ومصر تريد علاقات بين الشعوب لأنها الباقية..
نحن وأمريكا
بقلم: فاروق جويدة
12/02/2012
كنا دائما نطالب الإدارة الأمريكية بأن تحترم إرادة الشعوب وخصوصيتها ولا تضع كل أوراقها في بقاء حاكم أو رحيله لأن الشعوب هي الأبقي.. وكانت الإدارة الأمريكية تحرص دائما علي أن تختار حكاما ينفذون أجندات معينة وتتخلي ببساطه عنهم إذا سقطوا..
حدث ذلك مع شاه إيران.. و صدام حسين وهو يحارب إيران وشاوشيسكو قبل إعدامه.. وعبد الله صالح في اليمن وبن علي في تونس والقذافي في ليبيا برغم كل ما قدمه من تنازلات.. وفي الأيام الأخيرة شهدت العلاقات المصرية الأمريكية أزمة كبيرة بسبب تمويل جمعيات المجتمع المدني.. الإدارة المصرية تري أن من حقها بل من واجبها أن ترصد كل ما يفسد أهداف النشاط المدني بحيث لا يتداخل مع أنشطة سياسية تهدد الأمن القومي المصري.. والإدارة الأمريكية تري أن ما يحدث حقوق ثابتة حصلت عليها منذ سنوات مضت في ظل نظام كان ينفذ كل مطالبها.. والخلاف هنا لا يتعلق فقط بنشاط جمعيات مدنية ولكنه يرتبط بجوهر العلاقات بين البلدين والأسس التي ستقوم عليها في المستقبل.. إن مصر الثورة تريد الخروج من براثن علاقة قديمة هي أقرب للتبعية بينما تري أمريكا أن ذلك يتعارض مع مصالحها وهنا تهدد أمريكا بالمعونات العسكرية والاقتصادية التي تقدمها لمصر.. وقد نسيت الإدارة الأمريكية أن هذه المعونات تمثل قدرا ضئيلا جدا من مكاسب كثيرة حققتها أمريكا طوال ثلاثين عاما من علاقاتها مع مصر.. لقد انسحبت مصر من أدوار كثيرة برغم تعارض ذلك مع مصالحها القومية وتركت الاخطبوط الأمريكي يعبث في المنطقة.. كما أن السلام بين مصر وإسرائيل كان نقطة البداية لحالة التمزق والتي استفادت منها أمريكا كثيرا ابتداء بمشاركة مصر في حرب الخليج وصمتها علي احتلال العراق وحصار غزه في العهد البائد.. أن الأزمة الحقيقية بين مصر وأمريكا تبدأ من طبيعة الفهم الخاطيء للعلاقات بين الدول.. لقد اعتادت أن تقيم حساباتها علي الأشخاص وهم زائلون ومصر تريد علاقات بين الشعوب لأنها الباقية..