هـوامــش حـرة
في مثل هذا اليوم
بقلم: فاروق جويدة
11/02/2012
في مثل هذا اليوم من عام مضي رحل الرئيس السابق حسني مبارك تاركا منصبه كرئيس لأكبر دولة عربية.. وواحدة من أعرق دول الحضارات في تاريخ البشرية..
إن رئيس مصر ليس ككل الرؤساء لأنه يحمل خلفه حضارة شعب كانت بكل المقاييس أكبر حضارات الدنيا.. في هذا الوطن عبر الأنبياء والرسل موسي وعيسي ومريم ويوسف ويعقوب عليهم السلام.. وحكم فيه الفراعنة الكبار مينا ورمسيس واخناتون وحتشبسوت والعظماء صلاح الدين وقطز أسماء كثيرة عبرت.. كان من الممكن أن يخرج الرئيس السابق فوق الرءوس من موقعه بصورة أكرم وأعظم وشتان بين صورته وهو يقدم التحية العسكرية أمام مجلس الشعب في نصر أكتوبر وبين جسده المنهك وهو ينام في محكمة الجنايات في التجمع الخامس.. هذا القائد العسكري الكبير هو نفس المتهم الذي يقف أمام العدالة.. رحلتان تختلفان في كل شيء.. إنها رحلة الإنسان حين يخطئ الحسابات ويترك مصير وطن كبير في أيدي العابثين والمتآمرين ويجد نفسه مع النهاية يواجه هذا المصير المؤلم.. إن الملايين الذين خرجوا في مثل هذا اليوم يحتفلون بخلع رئيسهم السابق كان من الممكن أن يكونوا هم أنفسهم يحتفلون بكل العرفان بوداعه لو أنه كان أكثر عدلا وخوفا عليهم وانسحب من مكانه بهدوء تاركا للشعب أن يختار مصيره.. لو أن موارد هذا الوطن لم تسقط فريسة مجموعة أحاطت به.. لو أنه مهد لشعبه طريق الحرية من خلال انتخابات نزيهة وتداول للسلطة ومؤسسات تؤمن بحقوق الإنسان.. لو أنه طلب من قوات أمنه أن تحفظ كرامة المواطن.. لو أنه اختار الأكفأ والأقدر علي مصالح وطن أعظم ما فيه البشر.. لو أنه أختار الشخص المناسب ليكون خليفته في المسئولية بعيدا عن أسرته.. لو أنه انسحب من الحياة السياسية في الوقت المناسب وكانت أمامه فرص كثيرة للانسحاب إلا أنه تحدي الزمن والمباديء وتاريخ هذا الوطن وقامر بماضيه وحاضره ومستقبله.. فكانت هذه النهاية.. درس لمن أراد أن يتعلم..
في مثل هذا اليوم
بقلم: فاروق جويدة
11/02/2012
في مثل هذا اليوم من عام مضي رحل الرئيس السابق حسني مبارك تاركا منصبه كرئيس لأكبر دولة عربية.. وواحدة من أعرق دول الحضارات في تاريخ البشرية..
إن رئيس مصر ليس ككل الرؤساء لأنه يحمل خلفه حضارة شعب كانت بكل المقاييس أكبر حضارات الدنيا.. في هذا الوطن عبر الأنبياء والرسل موسي وعيسي ومريم ويوسف ويعقوب عليهم السلام.. وحكم فيه الفراعنة الكبار مينا ورمسيس واخناتون وحتشبسوت والعظماء صلاح الدين وقطز أسماء كثيرة عبرت.. كان من الممكن أن يخرج الرئيس السابق فوق الرءوس من موقعه بصورة أكرم وأعظم وشتان بين صورته وهو يقدم التحية العسكرية أمام مجلس الشعب في نصر أكتوبر وبين جسده المنهك وهو ينام في محكمة الجنايات في التجمع الخامس.. هذا القائد العسكري الكبير هو نفس المتهم الذي يقف أمام العدالة.. رحلتان تختلفان في كل شيء.. إنها رحلة الإنسان حين يخطئ الحسابات ويترك مصير وطن كبير في أيدي العابثين والمتآمرين ويجد نفسه مع النهاية يواجه هذا المصير المؤلم.. إن الملايين الذين خرجوا في مثل هذا اليوم يحتفلون بخلع رئيسهم السابق كان من الممكن أن يكونوا هم أنفسهم يحتفلون بكل العرفان بوداعه لو أنه كان أكثر عدلا وخوفا عليهم وانسحب من مكانه بهدوء تاركا للشعب أن يختار مصيره.. لو أن موارد هذا الوطن لم تسقط فريسة مجموعة أحاطت به.. لو أنه مهد لشعبه طريق الحرية من خلال انتخابات نزيهة وتداول للسلطة ومؤسسات تؤمن بحقوق الإنسان.. لو أنه طلب من قوات أمنه أن تحفظ كرامة المواطن.. لو أنه اختار الأكفأ والأقدر علي مصالح وطن أعظم ما فيه البشر.. لو أنه أختار الشخص المناسب ليكون خليفته في المسئولية بعيدا عن أسرته.. لو أنه انسحب من الحياة السياسية في الوقت المناسب وكانت أمامه فرص كثيرة للانسحاب إلا أنه تحدي الزمن والمباديء وتاريخ هذا الوطن وقامر بماضيه وحاضره ومستقبله.. فكانت هذه النهاية.. درس لمن أراد أن يتعلم..