هـوامــش حـرة
ماذا قدم الشباب
بقلم: فاروق جويدة
07/02/2012
قلت للشباب.. أنتم شباب الثورة قدمتم لمصر وأجيالها المتعاقبة أعظم لحظة في تاريخها الحديث.. كنا نشكو من ضحالة الثقافة وقصور الفكر وكنا نعلم أن المناخ الثقافي والفكري والإعلامي والتعليمي الذي عشتم فيه.
يتعارض تماما مع كل القيم والثوابت التي عاش عليها هذا الوطن ثم كانت المفاجأة أنكم فتحتم عيونكم علي العالم كله من وراء ظهورنا.. إن لحظة الضوء التي تسربت إلي هذا الجيل برغم كل مظاهر الحصار والقمع والفساد كانت أهم مقدمات ثورة يناير.. كنتم حديث العالم كله تحضرا ووعيا وسلوكا..
ولكني اختلف معكم في بعض الأشياء سأقولها بكل الصراحة..
توحدتم طوال أيام الثورة حتي تحقق الحلم لكل المصريين برحيل الرئيس السابق, ولكن الذي حدث بعد ذلك كان شيئا مؤسفا بدأت رحلة الصراعات السياسية وتشكيل الائتلافات, وفي ميدان التحرير لم تفرق الأفكار والأحلام والأماكن بين الإخواني والسلفي والعلماني والحزبي.. وبعد أيام قليلة كانت رحلة الانقسامات بينكم وبدأ الصراع من يفوز علي الآخر ولم تحتكموا إلي العقل والضمير ولهذا عبثت بكم الأهواء والمصالح هناك من قفز علي مجلس الشعب.. ومن حلم بالوزارة ومن اقتنص شيئا في إحدي الفضائيات وكانت رحلة التراجع والخلافات..
لم يكن هناك ما يبرر كل هذه الصراعات والخلافات في هذا التوقيت الخاطيء وكان من الممكن أن نؤجل ذلك كله حتي وقت آخر.. لابد أن تتعلموا لغة الحوار الصحيح.. من حقي أن اختلف مع الآخرين إلي أبعد مدي ولكن ينبغي أن تكلم وأن تكون لدي القناعة بأن أستمع فلا يوجد حوار من طرف واحد الا حوار الطرشان.. وعلينا أن نسلم لرأي الأغلبية إذا اتفقت.. يمكن أن اختلف مع أبي ولكن سيبقي في كل الحالات أبي احتراما وتقديسا وأنا شخصيا لا أحب ولا أتمني أن يكون أبني نسخة مني وأن يكون نفسه وجيله ومستقبله وحياته.. ويبقي الاحترام والمسئولية أول أبجديات الحوار ولهذا يؤسفني كثيرا ما أسمع من تجاوزات في لغة الحوار..
fgoweda@ahram.org.eg
ماذا قدم الشباب
بقلم: فاروق جويدة
07/02/2012
قلت للشباب.. أنتم شباب الثورة قدمتم لمصر وأجيالها المتعاقبة أعظم لحظة في تاريخها الحديث.. كنا نشكو من ضحالة الثقافة وقصور الفكر وكنا نعلم أن المناخ الثقافي والفكري والإعلامي والتعليمي الذي عشتم فيه.
يتعارض تماما مع كل القيم والثوابت التي عاش عليها هذا الوطن ثم كانت المفاجأة أنكم فتحتم عيونكم علي العالم كله من وراء ظهورنا.. إن لحظة الضوء التي تسربت إلي هذا الجيل برغم كل مظاهر الحصار والقمع والفساد كانت أهم مقدمات ثورة يناير.. كنتم حديث العالم كله تحضرا ووعيا وسلوكا..
ولكني اختلف معكم في بعض الأشياء سأقولها بكل الصراحة..
توحدتم طوال أيام الثورة حتي تحقق الحلم لكل المصريين برحيل الرئيس السابق, ولكن الذي حدث بعد ذلك كان شيئا مؤسفا بدأت رحلة الصراعات السياسية وتشكيل الائتلافات, وفي ميدان التحرير لم تفرق الأفكار والأحلام والأماكن بين الإخواني والسلفي والعلماني والحزبي.. وبعد أيام قليلة كانت رحلة الانقسامات بينكم وبدأ الصراع من يفوز علي الآخر ولم تحتكموا إلي العقل والضمير ولهذا عبثت بكم الأهواء والمصالح هناك من قفز علي مجلس الشعب.. ومن حلم بالوزارة ومن اقتنص شيئا في إحدي الفضائيات وكانت رحلة التراجع والخلافات..
لم يكن هناك ما يبرر كل هذه الصراعات والخلافات في هذا التوقيت الخاطيء وكان من الممكن أن نؤجل ذلك كله حتي وقت آخر.. لابد أن تتعلموا لغة الحوار الصحيح.. من حقي أن اختلف مع الآخرين إلي أبعد مدي ولكن ينبغي أن تكلم وأن تكون لدي القناعة بأن أستمع فلا يوجد حوار من طرف واحد الا حوار الطرشان.. وعلينا أن نسلم لرأي الأغلبية إذا اتفقت.. يمكن أن اختلف مع أبي ولكن سيبقي في كل الحالات أبي احتراما وتقديسا وأنا شخصيا لا أحب ولا أتمني أن يكون أبني نسخة مني وأن يكون نفسه وجيله ومستقبله وحياته.. ويبقي الاحترام والمسئولية أول أبجديات الحوار ولهذا يؤسفني كثيرا ما أسمع من تجاوزات في لغة الحوار..
fgoweda@ahram.org.eg