هـوامــش حـرة
العمر المستحيل
بقلم: فاروق جويدة
09/02/2012
كثير من الناس يقيمون الاحتفالات الصاخبة في أعياد ميلادهم.. بينما هناك عدد قليل يجلس مع نفسه ويستعيد ذكرياته ويقدم لنفسه كشف حساب.. النوع الأول يحاول أن يهرب من سنوات عمره وسط ضجيج صاخب..
والنوع الثاني يحاول أن يصنع بداية جديدة مع عام يرحل.. وعام يجيء.. أصحاب الحفلات يقولون أنها لحظة وداع مع عام يسقط من شجرة العمر ولن يعود.. وليس أقل من أن نودعه بحفاوة.. أصحاب المراجعات يقولون إنها ساعة حزن ويجب أن نودعها بالدموع.. وقد احترت بين الاثنين وأن كنت أميل كثيرا للوداع الحزين كلما تسرب عام من سنوات عمري.. والحقيقة أننا في شبابنا نشعر أن رصيد العمر كبير ويسمح لنا بأن نسرف أحيانا.. نشعر أن أمامنا سنوات طويلة نستطيع أن نزينها بالأحلام وأن ننفق منها ببذخ.. يمكن أن نواجه الصعاب والتحديات ولكن الشباب يمنحنا القوة والإرادة, وحين نقترب من سنوات الخريف نبدأ رحلة الحساب لأن ما أنفقناه من الرصيد أكبر مما بقي بين أيدينا.. وهنا تبدأ رحلة الحزن علي كل عام يتواري..
والغريب أننا في أعياد الميلاد نطفيء الشموع رغم أن الأفضل أن نوقد شموعا جديدة.. ولكنه الوداع أقسي وأصعب اللحظات في حياة البشر.. ورغم كل ما وصل إليه الإنسان من مظاهر التقدم والحضارة في كل شيء إلا أنه لا يستطيع أن يسترجع دقيقة واحدة من عمر مضي.. يمكن لنا أن نسجلها علي شريط أو أن نحتفظ بها بين أوراقنا القديمة ولكننا لا نستطيع أبدا أن نعيشها مرة أخري.. لقد نجح الإنسان في استنساخ إنسان كامل ولكنه فشل في استنساخ لحظة عابرة وهذه هي الأسطورة الغامضة التي نسميها الزمن.. هل تستطيع أن تستعيد لحظة حب عشتها من سنوات هل يمكن أن تسترد صورة إنسان سرقته من يديك أيام الغياب؟.. قد تجد هذا كله في أوراق قديمة أو صور باهتة ولكن المستحيل أن يصبح الماضي حقيقة..
العمر المستحيل
بقلم: فاروق جويدة
09/02/2012
كثير من الناس يقيمون الاحتفالات الصاخبة في أعياد ميلادهم.. بينما هناك عدد قليل يجلس مع نفسه ويستعيد ذكرياته ويقدم لنفسه كشف حساب.. النوع الأول يحاول أن يهرب من سنوات عمره وسط ضجيج صاخب..
والنوع الثاني يحاول أن يصنع بداية جديدة مع عام يرحل.. وعام يجيء.. أصحاب الحفلات يقولون أنها لحظة وداع مع عام يسقط من شجرة العمر ولن يعود.. وليس أقل من أن نودعه بحفاوة.. أصحاب المراجعات يقولون إنها ساعة حزن ويجب أن نودعها بالدموع.. وقد احترت بين الاثنين وأن كنت أميل كثيرا للوداع الحزين كلما تسرب عام من سنوات عمري.. والحقيقة أننا في شبابنا نشعر أن رصيد العمر كبير ويسمح لنا بأن نسرف أحيانا.. نشعر أن أمامنا سنوات طويلة نستطيع أن نزينها بالأحلام وأن ننفق منها ببذخ.. يمكن أن نواجه الصعاب والتحديات ولكن الشباب يمنحنا القوة والإرادة, وحين نقترب من سنوات الخريف نبدأ رحلة الحساب لأن ما أنفقناه من الرصيد أكبر مما بقي بين أيدينا.. وهنا تبدأ رحلة الحزن علي كل عام يتواري..
والغريب أننا في أعياد الميلاد نطفيء الشموع رغم أن الأفضل أن نوقد شموعا جديدة.. ولكنه الوداع أقسي وأصعب اللحظات في حياة البشر.. ورغم كل ما وصل إليه الإنسان من مظاهر التقدم والحضارة في كل شيء إلا أنه لا يستطيع أن يسترجع دقيقة واحدة من عمر مضي.. يمكن لنا أن نسجلها علي شريط أو أن نحتفظ بها بين أوراقنا القديمة ولكننا لا نستطيع أبدا أن نعيشها مرة أخري.. لقد نجح الإنسان في استنساخ إنسان كامل ولكنه فشل في استنساخ لحظة عابرة وهذه هي الأسطورة الغامضة التي نسميها الزمن.. هل تستطيع أن تستعيد لحظة حب عشتها من سنوات هل يمكن أن تسترد صورة إنسان سرقته من يديك أيام الغياب؟.. قد تجد هذا كله في أوراق قديمة أو صور باهتة ولكن المستحيل أن يصبح الماضي حقيقة..