هـوامــش حـرة
لكل زائر زمانه
بقلم: فاروق جويدة
26/01/2012
سألتني: أي الأشياء أبقي الحب.. أم التفاهم.. أم العشرة.. إن الحب يأتي وربما يذهب, والتفاهم يحتاج إلي قناعات وحوار.. أما العشرة فهي مقياس الزمن وهو يرتب ثوابته ومقاييس استمراره..
والحب يقوم علي المشاعر.. والتفاهم يحتاج إلي قدر من الحكمة.. والعشرة رحلة عمر قد تطول وربما تقصر..
قلت: لكل شيء من هذه الأشياء مقومات يعيش عليها.. لأن الحب أكثر الأشياء حساسية ورهافة.. إنه طائر شفاف وبرغم هذا فهو أكثر الأشياء التي نشعر فيها بالمسئولية, إن الإهمال يقتل الحب.. والأنانية تدمره.. ولهذا لابد أن نرعاه طول الوقت.. في لحظة ما يمكن أن تكتشف أن هذا العصفور الذي يجلس بين يديك وتسمع منه ألحانا جميلة قد غافلك وطار.. وتحاول أن تبحث عنه ولا تجد منه غير ريشات صغيرة تتناثر بين أطلال عش مهجور.. أما التفاهم فهو رفيق عاقل قد لا يحمل حرارة الحب وجنون المشاعر ولكنه أطول عمرا.. وهو دائما الأقدر علي أن يبني جسور التواصل إنه أحد بوابات الحب.. ولكن الغريب أن الحب يمكن أن يحرك المشاعر ولا يقيم جسور التفاهم.. والحب بلا تفاهم مغامرة خاسرة.. والتفاهم بلا حب يتحول إلي صداقة ينقصها الدفء.. وما أجمل أن يجتمع الحب مع التفاهم.. آخر الثلاثية هي العشرة وهي زاد المحبين القدامي الذين شيدوا البيت وزوجوا الأبناء وجلسوا علي رصيد الذكريات يستعيدون معا أيامها الجميلة.. ولكل زائر من هؤلاء زمانه.. في شبابنا نجري وراء جنون الحب.. وفي سنوات نضجنا نبحث عن التفاهم.. وحين يطل الخريف لا نملك غير أن نجلس أمام شريط الذكريات نسترجع ما بقي منه وهو ما نسميه العشرة.. وأجمل الأشياء أن تجعل لكل موسم من مواسم عمرك مساحة في حياتك.. أن تمارس جنون الحب بعض الوقت.. وأن تعيش حكمة التفاهم وعشرة الأيام الجميلة حين تطل أشباح الخريف..
لكل زائر زمانه
بقلم: فاروق جويدة
26/01/2012
سألتني: أي الأشياء أبقي الحب.. أم التفاهم.. أم العشرة.. إن الحب يأتي وربما يذهب, والتفاهم يحتاج إلي قناعات وحوار.. أما العشرة فهي مقياس الزمن وهو يرتب ثوابته ومقاييس استمراره..
والحب يقوم علي المشاعر.. والتفاهم يحتاج إلي قدر من الحكمة.. والعشرة رحلة عمر قد تطول وربما تقصر..
قلت: لكل شيء من هذه الأشياء مقومات يعيش عليها.. لأن الحب أكثر الأشياء حساسية ورهافة.. إنه طائر شفاف وبرغم هذا فهو أكثر الأشياء التي نشعر فيها بالمسئولية, إن الإهمال يقتل الحب.. والأنانية تدمره.. ولهذا لابد أن نرعاه طول الوقت.. في لحظة ما يمكن أن تكتشف أن هذا العصفور الذي يجلس بين يديك وتسمع منه ألحانا جميلة قد غافلك وطار.. وتحاول أن تبحث عنه ولا تجد منه غير ريشات صغيرة تتناثر بين أطلال عش مهجور.. أما التفاهم فهو رفيق عاقل قد لا يحمل حرارة الحب وجنون المشاعر ولكنه أطول عمرا.. وهو دائما الأقدر علي أن يبني جسور التواصل إنه أحد بوابات الحب.. ولكن الغريب أن الحب يمكن أن يحرك المشاعر ولا يقيم جسور التفاهم.. والحب بلا تفاهم مغامرة خاسرة.. والتفاهم بلا حب يتحول إلي صداقة ينقصها الدفء.. وما أجمل أن يجتمع الحب مع التفاهم.. آخر الثلاثية هي العشرة وهي زاد المحبين القدامي الذين شيدوا البيت وزوجوا الأبناء وجلسوا علي رصيد الذكريات يستعيدون معا أيامها الجميلة.. ولكل زائر من هؤلاء زمانه.. في شبابنا نجري وراء جنون الحب.. وفي سنوات نضجنا نبحث عن التفاهم.. وحين يطل الخريف لا نملك غير أن نجلس أمام شريط الذكريات نسترجع ما بقي منه وهو ما نسميه العشرة.. وأجمل الأشياء أن تجعل لكل موسم من مواسم عمرك مساحة في حياتك.. أن تمارس جنون الحب بعض الوقت.. وأن تعيش حكمة التفاهم وعشرة الأيام الجميلة حين تطل أشباح الخريف..