هوامش حرة
الجامعات الإقليمية.. البشر والمنشآت
يكتبها: فاروق جـــويـدة
عندما تناولت قضية الجامعات الإقليمية في مقال سابق كنت أطالب بضرورة تقييم هذه التجربة بعد أن مرت عليها سنوات طويلة وظهرت فيها سلبيات كثيرة, وإن كان البعض منها قد حقق إيجابيات لا يمكن تجاهلها.. وقد أثارت رسالة بعض أعضاء هيئة التدريس في فرع دمنهور التابع لجامعة الاسكندرية فزعـا كبيرا في الجامعة الأم وهي جامعة الاسكندرية واتصل بي د.هاني هلال وزير التعليم العالي مؤكدا إنجازات كبيرة شهدها فرع دمنهور.. وما بين موقف بعض الأساتذة في الجامعة وما ذكروه من سلبيات وموقف إدارة الجامعة وما تحدثت عنه من إيجابيات رأيت أن أنشر الرد الذي أرسله د.سعيد نافع نائب رئيس جامعة الاسكندرية لفرع دمنهور.. وإن كانت القضية في حاجة إلي المزيد من الحوار خاصة ونحن نتحدث كثيرا عن تراجع منظومة التعليم الجامعي في مصر بصورة عامة وكيف يمكن أن نضعها في مسارها الصحيح..
يقول د. سعيد نافع في تعقيبه:
* فرع جامعة الإسكندرية بدمنهور عمره ثلاثون عاما وهو أقدم الفروع بالنسبة للجامعات المصرية, ضم خلال هذه السنوات أربع كليات فقط أخرها تم إنشاؤه منذ نحو25 عاما وقد زارت لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشوري فرع الجامعة بدمنهور عام2004 وذكرت في تقريرها' أن اللجنة قد قامت بزيارة الفرع وكان يعاني إهمالا شديدا وجميع القائمين بالتدريس في هذا الفرع تقريبا من المنتدبين'.
* منذ تعييني نائبا لرئيس جامعة الإسكندرية لشئون فرع دمنهور في سبتمبر2006( منذ نحو سنتين ونصف السنة) تمت إضافة3 كليات للفرع هي كليات التمريض والعلوم والطب البيطري2007/2006.
* لم يكن هناك أي حديث عن الفرع طوال الثلاثين عاما الماضية وكانت الأحوال علي ما يرام ولم يتذكر العامة قبل الخاصة هذا الفرع إلا عندما بدأ الخطوات الطموح لتطويره علي مختلف المحاور.
* أولا: الكليات الجديدة:
في موجز تم إنشاء الكليات الثلاثة السابقة كل منها في مبناه التعليمي كما يلي:
* في مبني تم تخصيصه من المحافظة بجوار مستشفي دمنهور بقرار تخصيص رقم805 لسنة2006 وتم إفتتاح الدراسة كلية التمريض بهذا المبني الذي كانت حالته الإنشائية سيئة وفي حاجة إلي إحلال وترميم شامل حرصا علي أبنائنا الطلاب ووفقا للقرارات الهندسية الصادرة في هذه الشأن.
* تم نقل كلية التمريض( بصفة مؤقته) إلي الجزء المخصص للجامعة من مدرسة دمنهور الثانوية العسكرية لحين انتهاء إجراءات الترميم وسيتم إفتتاح المبني مجهزا بأحدث التجهيزات المعملية والحديثة والتعليمية بنهاية الفصل الدراسي الحالي لتنقل إليه الكلية.
* الجزء المخصص للجامعة من مدرسة دمنهور العسكرية كانت كليه الزراعة تشغله منذ إنشائها عام1984( حتي تم نقلها إلي البستان) أي منذ25 سنة وهو ليس غرفة للعميد وقاعة واحدة للمحاضرات ويمكنكم زيارته للتأكد من المعلومة قبل الكتابة عنها.
* وقد حصلت الكلية علي دعم قيمته3 ملايين جنيه من وزارة التعليم العالي لتجهيزها بأحدث التجهيزات المعملية التي تم شراءها بالفعل.
* ويتم إحلال وترميم مبناها بمبلغ2.000000 جنيه( مليون دعما من وزارة التعليم العالي والأخر من الموارد الذاتية للفرع)
* والكلية رغم حداثتها مشتركة في مشروع الجودة وعقدت أول مؤتمر دولي لها' الجودة مطلب قومي( تجارب رائدة في جودة التعليم العالي)' بقاعة مجمع مبارك بدمنهور من6-7 مايو2008
كليتي الزراعة والطب البيطري بمجمع البستان.
* ومجمع البستان إذ تفضلتم بزيارته هو نموذج مثالي لمجمعات أي جامعة يحتوي علي المبني التعليمي_ المبني الإداري ومدينة جامعية للطلاب تم تأثيثها لتكون نموذجا للمدن الجامعية للطلاب بكل خدماتها وهي مثال شاهد علي الإفتراء وذلك بادعاء عدم وجودها.
* والمجمع يقع علي مساحة25 فدانـا ملحق به مزرعة نموذجية علي مساحة60 فدانـا وعند إنشاء كلية الطب البيطري تم تسكينها بالمجمع في توأمة مع كلية الزراعة, وأنا هنا أنقل عن تقرير لجنة التعليم ومجلس الشوري عند زيارتها للفرع في أكتوبر2007.. وتبين للجنة أن هناك تجربة فريدة من نوعها بفرع الجامعة وهي التوأمة بين كليتي الزراعة والطب البيطري في منطقة البستان في إطار التنسيق الأفقي للتنمية بين الكليتين( نرفق صورة من التقرير)
* ويتم الآن الترسية علي أحد المقاولين في مناقصة عامة لتطوير المبني التعليمي بإضافة عدد16 معملا تخصصيا ومعامل الدراسات العليا وفصول دراسية جديدة ويتم تمويلها من الموارد الذاتية للفرع.
* علما بأن الكلية قد انتهت من مناقصة التوريدات للتجهيزات العلمية والمعملية وبقيمة2 مليون جنيه من الموازنة العامة للدولة.
كلية العلوم:
* تم إنشاء كلية العلوم بالقرار الجمهوري رقم87 لسنة2007 وتشغل مبني جديد بأرض إستاد دمنهور القديم يعتبر نموذجا للمبني الجامعية..
المعامل المركزية:
المعامل المركزية قبل تطويرها:
( القدرة الاستيعابية للمعامل القديمة200 طالب/ يوميا)
المعامل المركزية بعد تطويرها:
( القدرة الاستيعابية للمعامل الجديدة علي مدي اليوم6000 طالب\ يوميا)
* لم يكن بالفرع معامل إلا في مبني كلية التربية إذا جاز القول بإنها معامل فمعظمها أصبح مكاتب للموظفين والآخر احتفظ باللافتة التي كتبت علي بابه.
* كأول إنجاز في التطوير كان تطوير المعامل بتخصيص مبني بالكامل تم إستقطاعه من مباني كلية التربية وذلك بعد موافقة الجامعة علي قرار نقل الأقسام العلمية إلي كلية العلوم, والأدبية إلي كلية الآداب.
* تم إحلال المبني وتجديده بالكامل ليكون مبني للمعامل المركزية للجامعة يخدم كليات العلوم والتمريض والتربية( الأقسام العلمية) وفروع كليات الصيدلة والطب وما يستجد من أفرع ويتكون من عدد25 معملا تم تجهيزها علي أعلي مستوي وبدعم كامل من وزارة التعليم العالي بمبلغ8 ملايين جنيه لتجهيز المبني بأحدث التجهيزات المعملية وتم توريد كل الاجهزة إلي المبني..
* والمبني يمول في عملية إحلاله وتطويره علي أعلي مستوي من الموازنة العامة للدولة في خطتها الاستراتيجية وتم دخول8 معامل الخدمة التعليمية منذ الفصل الدراسي الأول ويتم الانتهاء من كافة الأعمال خلال الفصل الدراسي الثاني.
الفروع المنشأة هي:
* فرع لكلية الصيدلة.
* فرع لكلية رياض الأطفال.
وبدأت الدراسة بهم خلال الفصل الدراسي الأول لطلبة السنة الأولي كالتالي:
* طلبة كلية الصيدلة: يتم التدريس للطلبة( السنة التأهلية بكلية العلوم).
7 طلبة كلية رياض الأطفال: يتم التدريس للطلبة بكلية التربية بصفة مؤقتة لحين انتهاء ترميم مبني كلية التمريض وانتقالهم إلي المبني المخصص لهم.
* وجار حاليا إنشاء مبني لكلية الصيدلة بتكلفة18 مليون جنيه تم الانتهاء من مرحلة الأساسات وبتمويل ذاتي من أرصدة الفرع.
* كما أن فرع الجامعة يضع في رؤيته المستقبلية فتح فرع لكلية الطب ويتم الآن إعداد مشرحتين.
* وبالإضافة إلي ذلك فإنه يتم الآن إعداد مشروع لمبني مجمع طبي تقوم بإعداده كلية الهندسة إستشاري الجامعة للبدء في تنفيذه في نهاية يوليو2009 وذلك في الأرض المخصصة من معالي المحافظ بقرار التخصيص رقم(806) لسنة2006.
* كما يضع الفرع في رؤيته المستقبلية فتح فرع لكلية الحقوق ودراسة فتح أفرع أخري بما يتناسب مع احتياجات المجتمع ومتطلباته.
مجمع الأبعادية:
* ولقد أندهشت عند قراءتي للمقال من عدم الإشارة إلي المجمع الثالث وهو مجمع الأبعادية لا من قريب ولا من بعيد مما يوحي بأن الغرض هو البحث عن ثقوب في الثوب القديم الذي أعمل علي تجديده وتطويره.
* أما عن مجمع الأبعادية فهو ملحمة تحد صارخ لكل من يتبوأ منصبا لا يشغله إلا المصلحة العامة وليس الشهوات الخاصة. إنه تحدي بمعني الكلمة لإقامة مجمع تعليمي كامل علي أرض مخصصة من محافظة البحيرة صمم بتخطيط مدروس للكليات وفراغات للحركة ومحاور الإتصال ويتم تنفيذ البنية الأساسية من شهر يونيو2008 وبتكلفة نحو8 ملايين جنيه ممولة من موازنة الدولة ويضم المجمع في طياته:
* مبني الإدارة: ويتم طرحه بنهاية شهر فبراير الحالي في مناقصة عامة.
* المجمع النظري لكلية التجارة وفرع كلية الحقوق.
* المجمع النظري لكليتي الآداب والتربية( الأقسام التربوية)
* مبني التعليم المفتوح.
* كلية التربية الرياضية
* المدينة الجامعية.
* الخدمات اللازمة.
هذا هو الرد الذي وصلني من د. سعيد نافع.. وتبقي لي كلمة.. مازلت أعتقد أن الجامعات الإقليمية تحتاج إلي دراسات مستفيضة من حيث الهدف والإمكانات في ظل منظومة متكاملة للتعليم الجامعي في مصر.. ومن هنا أضع بعض الملاحظات:
أولا: ما الفرق بين إنشاء كلية جديدة وإنشاء فروع لكليات تابعة للجامعة الأم كما حدث بين جامعة الاسكندرية وفروع الجامعة في دمنهور.. لا أتصور أن يقام فرع لكلية صيدلة أو طب أو حقوق دون وجود منشآت متكاملة للقيام بالعملية التعليمية خاصة أننا نتحدث عن كليات عملية لها مواصفاتها ومتطلباتها ابتداء بالمدرجات وانتهاء بالمناهج وهيئة التدريس والمعامل.. في تقديري أن المنطق يطالب بضرورة الانتهاء من المنشآت وتوابعها قبل بدء الدراسة وليس العكس هو الصحيح..
ثانيا: رغم الأعداد اتي جاءت في رد نائب رئيس الجامعة د.سعيد نافع عن أعضاء هيئة التدريس في الكليات المختلفة فإن هذا العدد لايكفي, خاصة أن معظم أساتذة الجامعات الإقليمية يعملون بنظام الانتداب مع صعوبة إعداد كوادر جامعية جديدة مؤهلة في فترات زمنية قصيرة..
ثالثـا: إن انتقال الكليات من مكان إلي آخر بحثـا عن ظروف أفضل يوجد حالة من التشتت في الأماكن والظروف وربما كان الأفضل ألا يعلن عن إنشاء كلية جديدة أو فرع من الفروع إلا بعد التأكد من توافر المواصفات المطلوبة في المنشآت التي تخصص لتكون كلية يتعلم فيها الطلاب.. وفي تقديري أن هذه مسئولية وزارة التعليم العالي ولجانها الفنية التي سمحت بإقامة كليات في منشآت لا تصلح وفي صعيد مصر ودلتاها كليات كثيرة تفتقد أبسط الشروط المطلوبة صحيا وإنسانيا وتعليميا..
رابعا: إذا كان هناك مشروع ضخم لإنشاء جامعة في دمنهور يجري الإعداد لها الآن في منطقة الابعادية فلماذا كان الإسراع بإقامة فرع هنا أو كلية هناك؟.. ولماذا لا يدخل ذلك في إطار منظومة متكاملة من حيث الموقع والمنشآت وما يشمله ذلك كله من كليات جديدة في نطاق جامعة واضحة الهدف والمعالم تضاف إلي جامعاتنا الأخري..
خامسا: إننا نتمني أن نجد في كل محافظة مصرية جامعة تقوم بدورها في التوعية وبناء المستقبل ولكن كيف يتحقق ذلك في ظل أساتذة منتدبين وغير مقيمين وفروع لجامعات كبري ليس لها منشآت؟.. وهل من العدل أن نقيم الكلية أولا في أي مكان أم ان المنشآت يجب أن تسبق ذلك ؟..
إن هذا التفكير يعكس خللا في الإدارة المصرية, فنحن نقيم الأشياء وبعد ذلك نبني لها مكانـا.. وكان آخر هذه العجائب إعلان قيام محافظتين بلا إدارات أو منشآت أو مواقع وهما محافظة حلوان ومحافظة6 أكتوبر وهما من عجائب مصر السبع.
.. ويبقي الشعر
يا فـارس العشق هل في الحب مغـفـرة حطـمت صرح الهوي والآن تـبكيـــــــه
الحب كالعمر يسري في جوانحنـــــــــا
حتـي إذا ما مضي.. لا شـيء يبقــيــــه
عاتـبت قـلـبـي كـثيرا كـيف تـذكـرهـــا
وعمرك الغض بين اليأس تـلـقـــــيـــــه
في كـل يوم تـعيد الأمس في مـــــــلـل
قـد يبرأ الجرح.. والتذكــار يـحييـــــــه
إن تـرجعي العمر هذا القـلـب أعرفـــه
مازلت والله نبضـا حائـرا فيـــــــــــــه..
أشتاق ذنـبي ففي عينيك مغـفرتـــــــــي
يا ذنـب عمري.. ويا أنـقـي ليــــاليـــــه
ماذا يفيد الأسي أدمنـت معصيتــــــــي
لا الصفـح يجدي.. ولا الغـفـران أبغيه
إنـي أري العمر في عينـيـك مغـفـــــرة
قـد ضل قلـبـي فـقـولي.. كـيف أهديه ؟!