لـن أسلم رايتى


لـن أسلم رايتى




لن تسمعوا صوتى ... ولا صرخاتى





ما عاد يجدى النصح فى الامـوات





من مُنجدى فى الحرب... سيف عاجز؟





أم أمـــة ركعت لقـهر غــزاة؟





من سـامعى فى الأسر .... ليلٌ حـالك؟





أم أمة سكرت على مأســــاتى؟





من مُنقذى من الموت....عهدُ خـائنٌ؟





أم موكب للشجب و الصيحــــات؟





من أرْتَجى و العــار يسكن أمــة





كَفَّنْتُــا فى القلب من سنـــوات؟!





من مُنقذى و الـدم بين عروقنـــا





يغلى بنار الحقــد و اللعنــــات؟!





إنى سئمت النصح من كهانهــــا





ما بين عهدٍ كاذب.... و عظـــات





كانت هنا يوما بلادٌ هـــــاجرت





لمواكب الطغيان و الظلماتِ





هى أمة سكبت رحيـــق شبابهـا





و تشردت شيعــــا بكل شَتَات





هى أمة باعت صهيـل جيـــادها





للراكعين على حــذاء طغــــاة





هى أمةٌ حكمت زمـــام شعوبهـا





بالموت و النيـــران و الصفقاتِ





عار على الوطن العريق... تسـاقطت





فرسانه كمــدا بلا غــــزواتِ





و غدا قبيحَ الوجه يحمل سيفهُ





متعثر الاحـــلام و الخطـــواتِ





أين الطريق و قد تراخـى عزمُنــا





و أسود وجه الكون فى نظراتـــى





إنى كرهت الركض خلف هواجسـى





و أضعت فى الزمن البغيض حياتـى





******





خمسون عاما عشت اصرخ ...أُمَّتــى





و مواكبُ الشهداء بالعشــــراتِ





خمسـون عاما و الطغاة فــوارس





خاضوا الليالى الحمر فى الحا نــات







خمسون عاما فى الدروب قضيتهـا





أجرى وراء الوهـــم والنكبــات





يـــا ضيعة العمر الطويل و خيبتى





فى أمة تختـــــــال بالنكسات





هذا تراب القـدس يحمل أعظُمــى





و تُكَفَّنُ الجسد النحيـل صـــلاتى





هذا المدى قبرى.... وتلك نهــايتى





فالمجد بيتى .... و العلا شرفــاتى





أنا صيحة الحق الجســور تفجرت





فى ظلمة الليل الطويــــل العاتى





أنا صرخة الأمل الوليـــد تحجرت





فى عين طفل زائــغ النظـــرات





أنا فرحة بين الصغـــار وبسمـةٌ





تسرى كضوء الصبح فى الطرقـات





أنا نظرت القـــدس الحزينة كلما





نزفت على يدها عيـون فتـــاة





قل ما أردت عن البطولة و الفــدا





و أكتب جميل الشعر و الأبيـــات





لا شىء أغلى من دماء مقاتـــلٍ





بالـدم يكتـب أروع الصفحـــات





و الان نرسم بالدماء طريقنــــا





هل بعد عطر الــــدم من كلمات





الان أسمع صوت كل شهيــــدةٍ





قد زينت بدمائهـــــــا راياتى





الان أرقب وجه كل صغيـــــرةٍ





رفعت جبين القـــدس فى الساحات





قل ما أردت عن البطولـــة و الفدا





و أصرخ أمام الناس بالدعــــوات





لا شىء غير الموت يحيى أرضنــا





و شهادة عندى بألـــــف صلاةِ



أنا فلى حصارى الان أجمع أنْجُمـى





و أعيد رسم الكون فى لحظــــاتِ





أنا فى حصارى الان ارصد رحلتــى





فأرى دمانــــا أقــدس الرحلات





أنا لست مسجونا لأن ملامــــحى





سكنت قلوب الناس كالنبضـــــات



أنا صامد فى الارض... بين ترابهــا





وسط النخيــل...و فى شذى الزهرات





عند الخليـــل وخلف غـــزة كلما





لاحت و فى يدها الصبــاح الاتـــى





أنا صامد فى القــــدس حين تعيدنى





طفلا أحلـــق فى شواطىء ذاتـــى





أنا صامد فى ليل يافـــــــا كلمـا





ذابت ماقيهـــــا من العبـــرات





فى الاســر ارسم كل يوم صـــورةً





وطنا عنيـــدا شامخ الرايــــاتِ







هذا صــلاح الدين يسمع صرختــى





و يطل من بين الظــــلام العاتــى





أنا ياصلاح الدين خلفـــــك لاتخف





فلديك شعب واثـــق الخطــــوات





قم يا صلاح الدين ... هذا شعبنــــا





يرمى حمــى الشيطان بالجمـــرات





قم ياصـــلاح الدين و اسمع أمــة





تبكى على أمجــــادك العطــرات
 
فاروق جويدة 2002
Mostafa Abdel-Hafeez

طالب بكلية الخدمة الإجتماعية جامعة الفيوم هاوي قراءة الشعر والمقالات

أحدث أقدم

Blog ads